هل لايزال جهاز أمن الدولة يتدخل في تعيين الوزراء وتعيين وزراء موالون له ويخدمون اهدافه؟ أثناء التعديل الوزاري الذي قام به عصام شرف كان حازم عبد العظيم هو أحدى الشخصيات التي قام شرف باختيارها ليصبح وزيرا للاتصالات. حازم عبد العظيم شخصية غير معروفة للشارع المصري ولكن حديثه على صفحة الفيس بوك الخاصة به وحسابه على التويتر وتصريحاته القليلة على صفحات الجرائد أكدت انه شخصية بسيطة مرنة قابلة للاستماع للرأي والرأي الآخر. لم يكن هناك اعتراض من الشارع على تعيينه كما حدث بالنسبة للشخصيات المرشحة لتولي منصب وزير الصناعة على سبيل المثال حيث تم ترشيح أكثر من شخصية قام الرأي العام برفضها لأنهم رجال أعمال وقد عانينا ما عانينا من تحكم رجال الأعمال بمجال الصناعة حيث عملوا على تحقيق مصالحهم الخاصة وتغليبها على مصلحة مصر.
لكن ما أفزعني كثيرا هو استبعاد حازم عبد العظيم من الترشيح للوزارة. لم افزع لأنني كنت أريد حازم بعينة في هذا المنصب لأنني كنت أريد أن أرى وجوه جديدة ونعطيها الفرصة لنرى ماذا ستفعل في الفترة القادمة. لكن ما أفزعني كثيرا هو كيفية استبعاده من قبل المجلس العسكري الذي يحكم البلاد. خرج تصريح سخيف يقول انه استبعد لأسباب أمنية. ولم يخرج علينا البيان بماهية الأسباب الأمنية. أولا الأسباب التي تم تسريبها للصحافة أسباب سخيفة وهزيلة من أمثال انه التقى بممثلي شركة إسرائيلية للتعاون في مجال البرمجيات. هل يعنى ذلك انه جاسوس! إذا لماذا لم تتم محاكمة الجاسوس الأكبر الذي ابرم اتفاقية تصدير غاز مع إسرائيل واعتبرناه بطل الضربة الجوية. هل يعنى لقاء طنطاوي بعد الثورة بمسؤوليين اسرائيليين رفيعي المستوى انه جاسوس. وأين المجلس العسكري من جلال الزربة مهندس اتفاقية الكويز مع إسرائيل والذي يمسك هو وعصابته بزمام اتحاد الصناعات المصري...كيف تركه المجلس العسكري في مكانه ولماذا لم تكن هناك أسباب أمنية تقصيه عن هذا الموقع الحساس. هل هناك تواطؤ من المجلس لإبقاء شخصيات معينة لمصالح معينة وإقصاء أخرى لأنها لن تحقق نفس المصالح؟
أعود لعبارة استبعاد حازم عبد العظيم لأسباب أمنية. هذه العبارة كنا نسمعها عندما كان جهاز أمن الدولة يتحكم في تعيين كافة الشخصيات في كافة المناصب في الدولة. ولا يوجد جهة سواها تتحكم في هذا الأمر. وكنا سمعنا تصريحات تقول بأن جهاز امن الدولة قد تم حله وتم تسميته بجهاز الأمن الوطني. لكن ها هي مظاهر عمل جهاز أمن الدولة تبدو في كل نواحي الحياة في مصر. الجميع يؤكدون أن هذا الجهاز يعمل بنفس الأسلوب القديم. لكن يبدو أن المجلس العسكري تعامل معنا بنفس الأسلوب الذي يتعامل به الأب مع طفلة الذي لا يزال يحبو عندما يريد منه ألا يخاف من الكلاب، فإذ به يأتي بطفلة الصغير ويقول له "شوف ياحبيبي ده مش كلب ..ده بوبي جميل ما بيعضش" ....لكن البوبي هو الكلب ...والبوبي يعض... والبوبي لايزال ينبح في الحي ليضج مضاجعنا ...والبوبي لازال يطارد الشرفاء كلما ساروا في شوارعنا...يا مجلس يا عسكري نريد حيا خاليا من الكلاب ومن البوبيهات.
***************