الجمعة، 27 سبتمبر 2013

قصة متناهية الصغر
جلسا على مقعدين متجاورين في نفس الموضع الذي اعتادا أن يلتقيا به، في نفس التوقيت الذي كانا يتواعدان فيه لكن في هذه المرة فصلت بينهما أزمنة من الأضغان والأشجان، فصلت بينهما مسافات من مشكلات ومشاجرات كانت بمثابة حاجزا أسمنتيا فصل بينهما فلم تعد أشعة المشاعر قادرة على اختراقه ولم تعد خيوط الألفة قادرة على المرور عبره.لقد اكتشف ان كلمات الحب ماهي إلا عبارات رددتها لعشرات الأشخاص؛ كلمات تخلو من معنى. وهكذا أصبح المقعدان المتجاوران متباعدين بعد المشرق والمغرب فأصبح لا يشعر بوجودها إلى جواره ولا يأبه إن بقيت أو رحلت.


*************

الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

حبات المطر

لما الشجر يشتاق لحبات المطر
ويمد جذره يشق بيه قلب الحجر
يرفع فروعه للنـــــــــــــــــدى
يدعى فى يومه اللى ابتـــــــدى
انه يشوفها ولو لثانيـــــــــــــــه
ويشوف عنيها مره تانيـــــــــة
اصل جذوره اتشققت من بُعدها
وكمان فروعه اتيبست من هَجرها
كان كل يوم لما النهار يجي وليد
تيجى ترفرف من بعيــــــــــــد
تنزل فى حضنه يضمـــــــــــها
وتحس انه أهلهــــــــــــــــــــا
تنسى تعب يومها الطويـــــــل
وتنام على كتفه النحيــــــــــل
وتقوله انه حلمــــــــــــــــــها
لأ ده حياتها كلـــــــــــــــــــها
لكن ده كان فصل الربيـــــــع
اللى فى لحظه أوام يضيـــــع
وف لحظة هجرت عشـــــــها
و الحب مات في قلبــــــــــها
راحت تِدَور من جديـــــــــــد
عن شجره مزروعه بعيــــــد
علشان ماتبنى عش تانــــــى
وف ظلها تزرع أمانــــــــى
لكن الحصاد هيكون أســــى
وحزن فى صبح و مســــــا
مسكين يا شجر الوفــــــــا
ياللى اتحرمت م الدفــــــــا
مكتوب عليك تفضل وحيد
مجروح حزين محتار شريد
**********


الأحد، 22 سبتمبر 2013

لا تافرنا


كان يسير على غير هدى وتصادف أن مر في شارع 26 يوليو أمام عمارة رقم 140 ذلك المبنى الذي كان يرمز لكثير من الذكريات الكئيبة بالنسبة له. لقد صار 140، 26 يوليو هو رمز السقوط والخيانة والخداع والانحدار الى منزلق الحقارة وضياع ما حققه من انجازات من اجل نزوة كان يظن انها تجربة تحقق له ما كان يصبو إليه من سعادة...وتصادف أن كان في نفس هذا المبنى لا تافرنا...ذلك المقهى الصغير ...الذي يقبع تحت مستوى الشارع ببضعة درجات...ذلك المقهى الذي شهد النهاية المأساوية...لم يكن ينوي في حياته أن يجلس أمام أيا من مناضده الكئيبة...لأن موقعه لا يجتذبه والمكان خافت الاضاءة وأصوات السيارات المزعجة تقتحمه اقتحاما....لقد كان يسير أمامه ويسخر ممن يجلسون بداخله...لأنهم أساؤوا الاختيار...لكنه أجبر إجبارا في أحد الأيام على الجلوس فيه لأنه أساء الاختيار ولكنه أساء اختيارا من نوع آخر. إنه لم يسىء اختيار المكان، لكنه أساء اختيار الزمان والشخوص.

سار في ذلك الشارع الذي صادقة في السنوات العشر الأخيرة فهو طريقه اليومي من المنزل إلى العمل ولحظة العسر أن جلس مقهى تافرنا في هذا الشارع يخرج له لسانه كل يوم ليذكره بسقطته أو يذكره بأنه لا يجب أن يثق مرة ثانية ثقة كاملة دون بحث وتنقيب وان يتعلم الدرس.سيبقى ذلك المقهى مثل أثر الجرح الذي يظهر على ساقه اليمنى نتيجة سقوطه على درج المنزل في أحد الأيام وهو لا لم يشب عن الطوق لأنه كان يسير دون تركيز. لقد كانت هذه العلامة تذكره دائما انه لابد ألا يسرح بخياله عندما يسير في الشارع حتى لا يتألم من جديد. تافرنا كان يذكره أن قلبه يجب أن يغلق حتى لا يصاب بأثر جرح جديد تظل أثاره على جدران قلبه إلى الأبد.