السبت، 31 ديسمبر 2011

المجلس يستخدم سلاح الفتنة والوقيعة





الجميع يدرك تلك الحيلة التي يتبعها المجلس العسكري برئاسة حسين طنطاوي لانقاذ أنفسهم من المحاسبة بسبب انتمائهم العميق لنظام مبارك بل أنهم كانوا ذراعه الطولي للقضاء على اي معارضة له داخل الجيش، وملاذه الأخير في حالة حدوث مظاهرات ضد حكمه الفاسد تخرج عن سيطرة الشرطة، وهذه الحيلة هي فرق تسد وخلق الفتنة والوقيعة بين طوائف الشعب.

طنطاوي هو خادم مبارك الأمين لان مبارك هو الذي قام باختياره لهذا المنصب وضمن ولائه له طيلة هذه الفترة الطويلة التي بقاها في رئاسة وزارة الدفاع. وطنطاوي كاتم اسرار مبارك الأمين ويعلم عنه الكثير والكثير بحكم سيطرته على جهاز المخابرات الحربية وهو جهاز لايقل في سلطاته وتحركاته عن جهاز أمن الدولة او المخابرات العامة. وقد اثبت طنطاوي ولائه لسيده من خلال الشهادة التي اعتبرها الثوار شهادة زور في المحكمة عندما أعلن ان مبارك لم يصدر ايه اوامر بضرب المتظاهرين. لماذا اعتبرت شهادة زور؟ لان شهادته تنافي العقل والمنطق. فمبارك هو من طلب من الجيش النزول الى الشارع بعد ان استطاع الثوار ضرب جهاز الشرطة وافقاده توازنه. اذن فأوامر مبارك هنا كانت للجيش بأن يقوم بالسيطرة على الثورة وكيف يتثنى للجيش السيطرة على الثورة التي انقلبت الى ثورة عنيفة عندما تعاملت معها الشرطة بالعنف في 28 يناير وقامت قناصة الداخلية والحرس الجمهوري بقتل العديد من الثوار فقام الثوار بحرق سيارات الشرطة والاقسام. اذا كان أوامر مبارك ، الذي ثار شعبه ضده، الى الجيش بالنزول الى الشارع للقضاء على المظاهرات العنيفة التي اسقطت جهازه الأمني. فماذا يقول المنطق في هذا الأمر؟ أكانت اوامر مبارك بالتعامل باللين مع المتظاهرين؟ بالطبع لا. انه تفويض من الديكتاتور بسحق الثورة؟ اذا فقد كذب طنطاوي في شهادته وفقا لقواعد المنطق. وقد يقول قائل لماذا لم يطلق الجيش النار على المتظاهرين؟ لقد فعل الحرس الجمهوري في بداية الامر وقتل بعض المتظاهرين فكان رد الفعل هو حرق مدرعتين من مدرعات الحرس الجمهوري. وهنا نظر اعضاء المجلس العسكري الى ميزان القوى ووجدوه في غير مصلحتهم. لان المواجهة لو تحولت الى حرب شوارع لخسر الجيش الذي هو قوامه 450 الف جندي وفقا لاتفاقية كامب ديفيد نصفه على الحدود. اذا فلديك في المدن حوالي 200 الف جندي لا تقوى على مواجهة الملايين التي نزلت الى شوارع مختلف المحافظات ولو بترسانة من الدبابات والمدفعية فالجيش يعلم جيدا ماذا فعلت المقاومة الشعبية في الجيش الاسرائيلي في مدن القناة. عندئذ قرر المجلس العسكري القضاء على الثورة بالحيلة.

وهذه الحيلة تعتمد على ادعاء تنحي مبارك عن السلطة لتهدئة الشارع ، مع الحفاظ على كرامته وعدم اهانته، وذلك من خلال جعل مبارك يحكم من وراء ستار وقيام رجاله بتنفيذ اوامره لكن مع وجود ضغط شعبي يطالب بمحاكمة مبارك، نظر المجلس العسكري مرة اخرى الى ميزان القوى فوجده لصالح الثوار، فقام بعمل محاكمة صورية اعتمدت على دلائل غير كافية لادانة مبارك وذلك بتواطوء من النيابة التي قدمت في احراز قضية موقعة الجمل سيديهات لفيلم الباشا تلميذ تمهيدا. اذا فالتواطوء واضح وستنتهي المحاكمة في نهاية المطاف بتبرئة مبارك ونجليه لان القاضي يحكم بما امامه من مستندات وادلة وكلها غير كافية للادانة. فقد تقتل شخصا ويراك القاضي وانت تقتل لكن ان لم يكن لديه مستندات فسيبرئك. وهناك قاعدة تقول القاضي يحكم بما لديه من مستندات وليس بما يري بعينيه.  

اذا فإن على بابا يقيم في احد قصورة ويأتي الى المحكمة في موعد الجلسات لتكتمل التمثيلية الهزلية التي يرسمها المجلس العسكري امام العالم الخارجي وامام المواطنين الذين لم يشاركوا في الثورة .

وهنا قرر جنرالات الجيش اتباع سياسة فرق تسد بعد ان وجدوا ان المواجهة المباشرة ستؤدي الى نجاح الثورة وربما محاكمتهم جميعا بتهمة الفساد لانهم جزء من النظام السابق ولديهم مليارات من الدولارات في الخفاء بسبب عدم الاعلان بشفافية عن دخل القوات المسلحة من خلال مصانعها وشركاتها واراضيها ومزارعها ومعارضها ومنتجاتها من اثاثات ومنتجات غذائية وادوات منزلية ومنافذ بيعها التي اغرقت البلاد طولا وعرضا. هذا الى جانب المعونة العسكرية التي يتلقونها من الولايات المتحدة الامريكية ولا رقيب على انفاقها.

وقد اتبع المجلس العسكري سياسة فرق تسد بين الثوار انفسهم من ناحية وبين الثوار وبين الجماهير التي لم تشارك في الثورة او من نطلق عليهم حزب الكنبة من ناحية أخرى. قام بالتفرقة بين الثوار من خلال استقطاب بعض العناصر التي شعر بإمكانية استمالتهم وضعف نفوسهم وقام بمنحهم مميزات. وعمل على تفكيك الثوار الى ائتلافات وكيانات صغيرة متعدده زعم ان تشكيلها يسهل عليه الاستجابة لمطالب الثوار. ثم سعى للوقيعة بين هذه الكيانات حتى لا تستطيع الوقوف معا في خندق واحد.

كانت الخطوة التالية والأخطر هو العمل على الوقيعة بين افراد الشعب بما قد يؤدي الى خلق حرب اهلية واجهاض الثورة من خلال هذه الحرب التي يعمل جاهدا على تأجيجها من خلال اتهام الثوار بالعمالة وذلك من خلال سلسلة من المزاعم الكاذبة منها :

·        ان الثورة نجحت ويجب ترك فرصة للجيش لاحداث التغيير الذي يراه مناسبا وليس مطالب الثورة.

·        الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين من خلال احداث مثل احداث اطفيح وامبابة والتي قام بتأجيجها عناصر امن الدولة المدسوسة بين السلفيين.

·        ان الثوار الحقيقيين قد تركوا الميادين بعد يوم 28 وبعد تنحي مبارك وان من بقى في الميادين هم مأجورين وعملاء يتلقون معونات من الخارج وهدفهم اسقاط الدولة.

·        التركيز على ان حركة 6 ابريل هي حركة عميله وذلك ربما لانها هي اكثر الحركات تنظيما وقدرة على الحشد.

·        استخدام الشؤون المعنوية بالجيش لحرب الشائعات ضد الثوار وادعاء ان هناك ممارسات جنسية في ميدان التحرير وتعاطي مخدرات وان هناك بلطجية ودس بعض العناصر المشبوهة في الميدان لاثبات هذه المزاعم بالصورة.

·        ادعاء ان المنظمات الحقوقية في مصر هي جهات مشبوهة تتلقى تمويلا من الخارج لاحداث فوضى في مصر. صحيح ان هذه المنظمات تتلقى تمويلا من الخارج، لكنها تتلقى تمويلا مثل الذي يتلقاه المجلس العسكري من الولايات المتحدة الامريكية. فهل هذا يعنى ان المجلس العسكري عميلا؟ ثم ان هذا التمويل يتم تحت سمع وبصر الدولة وتتم مراقبته ومراقبه اوجه صرفه بكل شفافية. وكل ما تفعله هذه المنظمات الحقوقية هو كشف الممارسات القمعية التي تقوم بها المؤسسة العسكرية وكافة اذرع النظام الديكتاتوري في البلاد. وكان قرار المجلس العسكري بمداهمة 17 مقرا لمنظمات المجتمع المدني تنفيذا لهذه السياسة واثباتا لحزب الكنبة ان هناك مأجورين في البلاد مع ادعاء ان التمويل الاجنبي مخالف للقانون!!

·        استخدام فزاعة الاقتصاد وترك الاسعار دون مراقبة مع ادعاء ان ارتفاع الاسعار والركود الذي سببه الفراغ الامنى الذي رعاه المجلس العسكري من خلال تركه لجهاز الشرطة دون عمل، هو نتيجة للمظاهرات التي تطالب بتنفيذ مطالب الثورة، لان المجلس العسكري لا يعترف من الأساس بوجود ثورة وهذا ما صرح به العديد من أذناب الجيش من اللوءات السابقين والذين يدعون انهم خبراء استراتيجيين وان الامر يقتصر على كونه انتفاضة وليس ثورة.

·        إستخدام الإعلام الرسمي كأداة للترويج لفكرة ان الثورة قد نجحت ولابد لعودة الثوار لمنازلهم حتى يتثنى للمجلس إعادة انتاج النظام القديم وهو أمر يتم من خلال تعيين وزراء ينتمون للنظام السابق وقيام لواءات الجيش بالسيطرة على كافة مؤسسات الدولي.

·        القيام بقتل وسحل الثوار ثم ادعاء وجود طرف ثالث يقوم بهذا الامر وهو أمر يثير من خلاله حفيظة حزب الكنبة ضد اي ثائر قد يدافع عن نفسه في مواجهة الجيش او الشرطة مدعيا بأنهم مأجورين وكأن الثائر الحق هو من يقتل او يسحل وهو يبتسم دون ان يقاوم أو يدافع عن نفسه اما من يقاوم فهو مأجور وصاحب اجنده أجنبية!!

·        التحالف مع الاسلاميين وتحييدهم لفصلهم عن الثورة في مقابل اعطائهم مكاسب مادية ودعمهم في كسب مقاعد في البرلمان حتى لا يستطيع الثوار والليبراليين الوصول الى قدر معقول من مقاعد البرلمان يستطيعوا من خلالها المطالبة بمحاسبة الجنرالات الفاسدين و محاكمة قتلة الثوار والرئيس المفسد الذي قاد هذه العصبة لمدة ثلاثين عاما.

·        تأمين جانب الولايات المتحدة من خلال طمأنتها باتباع نفس سياسة مبارك مع اسرائيل وهو ما جعل الولايات المتحدة تغض الطرف عن ممارسات الجيش القمعية ولا تدينها. فطالما ان المجلس العسكري سيتبع نفس السياسة وستكون له السيطرة على البلاد، وحتى على الرئيس القادم المنتخب، فليفعل المجلس مايشاء في الداخل لان امريكا تهتم بمصالحها فقط وليس حقوق الانسان إلا بقدر ما يخدم مصالحها.

·        الترويج لفكرة عدم امتلاك مبارك لأية أرصدة وعدم اتخاذ اية إجراءات لاستعادة الأموال التي توجد في حسابات مبارك والممتلكات التي توجد باسمه وأسماء أفراد عائلته في الخارج والداخل والمعاملة الخاصة التي يتعاملها مبارك وابناءه في محبسه.

اذا فأهم سلاح يستخدمه المجلس العسكري ضد الثورة هو محاربة الثورة من خلال استخدام سلاح البلطجية الذي اصبح أحد أذرع جهاز الشرطة فهم يندسون في وسط المواطنين ويعملون على تأليب الشارع المصري على الثورة والثوار من خلال ادعاء ان الثورة تؤثر على الاقتصاد وعجلة الانتاج وتعمل على هدم الدولة وكأن الثورة تهدف الى تفتيت البلاد وهدمها وان ذلك سيؤدي الى سقوط العمارات والمباني وسنعود للعصر الحجري. وهذا نفس ادعاء مبارك من قبل الذي قال ان سقوطه سيؤدي الى انتشار الفوضى لانه كان يعلم كيف يخلق الفوضى ولديه ادوات خلقها.

وهكذا نرى ان المجلس العسكري يقوم بتنفيذ نفس الخطة التي وضعها مبارك من خلال خلق حالة من الفوضى تقضي على الثورة من خلال:

·        تغييب الأمن،
·        خلق ازمات مفتعلة تؤثر على الحياة اليومية مثل ازمة انابيب الغاز،
·        عدم اتخاذ ايه اجراءات لمجابهة ارتفاع اسعار السلع
·        عدم اتخاذ ايه اجراءات لاصلاح الاقتصاد واستنزاف الاحتياطي النقدي
·        رعاية انتخابات يترك فيها الاسلاميين يمارسون كافة سبل الدعاية الانتخابية غير المشروعة لكسب مقاعد في البرلمان بعد التحالف معهم والاتفاق على الدعم المتبادل.
·        دعوة المواطنين "الشرفاء" لمواجهة "البلطجية" وكأن المجلس يوعز لكل بلطجي ان الثوار هم بلطجية وان المجلس العسكري سيعتبر من يواجههم مواطنا شريفا.
·        قتل وخطف وتعذيب الثوار وتعرية الفتيات لترهيبهم.
·        استخدام الاعلام كوسيلة للتشكيك في نزاهة الثوار ومطالبهم،
·        ربط الشؤون المعنوية مطالب معينة بمعاني مختلفة مثل المطالبة باسقاط المجلس وادعاء انها تعنى اسقاط الدولة، والمطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية وادعاء انها تمثل مطالب فئوية لا يجب الانتباه لها الآن، والقيام بمظاهرات واعتصامات اعتراضا على عدم تنفيذ مطالب الثورة وادعاء ان هذه الممارسات تعطل عجلة الانتاج.   

وهكذا فإن المجلس يسعى الى تحقيق هدف واحد وهو الوقيعة بين ابناء الشعب الواحد وهو الامر الذي قد يقود في نهاية الامر الى وقوع مصادمات لا يعلم إلا الله مداها، وهو ما يريد المجلس العسكري الوصول اليه للقضاء تماما على هذه الثورة التي أرادت القضاء على الفساد لكن المجلس يقف بحكم انشاؤه وطريقة اختيار اعضائه في نفس الخندق مع حزب الفساد والفاسدين الذي قاده مبارك لعقود طويله.  

***********

الاثنين، 5 ديسمبر 2011

أسئلة بريئة للمجلس العسكري




الانفلات الأمني
لماذا لم يجبر المجلس العسكري الشرطة على تأمين الشارع المصري؟ لماذا ترك البلطجية تصول وتجول في كل مكان وهو يستطيع ان يسيطر على البلاد؟ كنا نتوقع مثلا حدوث أعمال عنف أثناء الانتخابات لكن يبدو أن جهة أعطت أوامرها للبلطجية بعدم الخروج؟ فمن هي؟ أليس المجلس العسكري أعلى سلطة حاليا؟ http://www.eqtesady.com/site/index.php?go=article&more=214

قانون الطوارئ
ما هو سبب استمرار فرض قانون الطوارئ من قبل المجلس العسكري ولسنا في حالة حرب؟ماهي استفادة المجلس في الاستمرار في فرض نفس القانون المشبوة الذي طبقه مبارك؟

المحاكمات العسكرية
لماذا يقوم المجلس العسكري بتطبيق المحاكمات العسكرية للمدنيين وعدم تطبيق هذه المحاكمات على ضباط الشرطة القتلة في أحداث الثورة وضرب المعتصمين. ولماذا لا يطبق نفس المحاكمات على النظام السابق وعلى رأسه رجلهم مبارك؟

دخل المجلس العسكري وارصدته
المجلس العسكري قدم مليار دولار مساعدة للبنك المركزي . من المفترض أن يكون البنك المركزي في كل دول العالم الجهة التي تحتفظ بكافة أرصدة البلاد؟ وان يكون أغنى جهة لدينا؟ من أين أتى المجلس العسكري بالمليار دولار التي يساعد بها البنك؟ وهل أصبح يمثل جهة مالية يفوق دخلها احتياطي البنك المركزي؟  http://www.eqtesady.com/site/index.php?go=news&more=18078

مرتبات كبار الضباط
لماذا لا يعلن عن مرتبات الرتب المختلفة في الجيش؟ هل هو سر؟ أم أن هناك لواءات تحصل على مبالغ ولواءات أخرى تحصل على مبالغ أعلى من باب المحسوبية؟وما هو مرتب وبدلات اعضاء المجلس العسكري؟ هناك تسريبات انها 4 مليون لكل منهم شهريا والتي تتضمن مايسمى ببدل الولاء.

عدم دفع ضرائب
لماذا لا يدفع المجلس العسكري ضرائب على دخل مصانعة وشركاته التي تقوم بإنتاج سلع يصل حجمها 25% من الاقتصاد المصري؟

المصانع التي تتبع القوات المسلحة ودخلها
لماذا لا يتم الإعلان عن دخل المصانع والشركات وعن مساحة الأراضي التابعة للمجلس العسكري؟

لواءات يتم تعيينهم محافظين ورؤساء احياء ورؤساء مؤسسات
ماهو عدد اللواءات الذين يتم تعيينهم لرئاسة المؤسسات العامة وشركات السياحة ومحافظين ورؤساء احياء؟ولماذا يتم تعيينهم في هذه المراكز الحساسة وخاصة انها قد انهوا حياتهم العسكرية؟ لماذا يتم اعطائهم منحة اخرى ولا يتم افساح المجال لخبرات اخرى؟ ويحتكر رجال الجيش مثل هذه المناصب. 

************


السبت، 27 أغسطس 2011

صديقتي المتحولة


 

كثيرون هم الذين تحولوا بعد قيام الثورة. تحولوا من النقيض الى النقيض. صاروا مناصرين للثورة بعد ان كانوا موالين للنظام القمعي الفاسد المنحط السابق. او كانوا لايبالون بوجود هذا النظام لانه لا يؤثر عليهم بصورة مباشرة. واكثر هذه النماذج التي هالني رؤيتها صديقتى المتحولة. وهاكم قصتها. كانت صديقتى ولنسميها "نائلة" ، حتى لايعلمها البعض ممن يعرفونني، كانت تقطن احد الاحياء الراقية ليس لانها غنية ولكن لان اسرتها كانت في يوم ما اسرة ميسورة الحال لسبب او لآخر. كانت اسرة استفادت من الانظمة الفاسدة المتعاقبة فأخذت غرفة من نهر الفساد فصارت ميسورة الحال. وكانت هذه الاسرة تمد بجذورها الى عهد الباشوات فعاشت على امجاد الماضي. وعاشت في عصر انتهي فيه عصر الباشوات باكية على ذلك العصر الذي اتاح لها من الميزات ما لم يتح في العصر الحالي. ولنعود الى صديقتى نائلة. كانت نائلة تشعر بالظلم لزوال ذلك العصر الذي كانت فيه اسرتها تعيش في كنف العائلة الملكية في مصر. وبالرغم من انها لم تولد الا بعد انتهاء هذا العصر فقد كانت حكايات جدتها لامها لها تجعلها تعيش في عالم من الاحلام وتود لو انها عاشت في ذلك العصر. عاشت ناقمة على العصر وناقمة على المساواه التي حدثت بين الطبقات، اعنى تلك المساواه الصورية التي اتت بها انتفاضة العسكر في يوليو 52، والتي لم تكن سوى مساواه صورية قضى عليها عصر الانفتاح والذي جعل التدرج الطبقى يعتمد كل الاعتماد على كم الاموال التي يملكها الفرد. كانت نائلة تشعر بالسخط على هذا العصر الذي جعل من حق اي شخص ان يذهب الى الجامعة ويتعلم. كانت ترى ان الاغنياء او "اولاد الناس" كما كانت تطلق عليهم، هم فقط من يحق لهم التعليم. وباقي الناس يجب ان يصبحوا حرفيين يخدمون ولاد الناس لان الفقير اذا تعلم يشعر انه يجب ان يتساوي بالغني وهذه كارثة من وجهة نظرها. كانت تمنطق وجهة النظر هذه بان الله خلق الناس طبقات ودرجات. وان من ولد فقيرا يجب ان يظل كذلك. واخفقت كل محاولاتي لاقناعها بفساد وجهة نظرها لان الكفاءة والسلوك وليس المال هو المعيار الذي يجعل من الانسان ابن ناس او ابن حيوان من الحيوانات التي تنبح. كانت ترى ان الاغنياء يجب ان يمتلكوا المصانع والفقراء يعملون اجراء وليس لهم حق في ان يرتقوا بحياتهم اكثر من ذلك. بل لا يختلطوا بطبقة الاغنياء لانهم عجينة مختلفة. استمرت مناقشاتي معها وجدلنا معا فانفعلنا كثيرا ووصلنا الى حائط مسدود في كل مرة نتناقش فهي متشبثه برايها ولا تقبل التفكير من اجل الاقتناع بفكرة اخرى. ثم قامت الثورة. وتحول من تحول وثبت من ثبت على فكرة فاسدا كان ام صوابا. وفجأة وجدتها تحولت في كل جوانبها وهو امر ينافي منطق الاشياء. فجأة وجدتها ثورية تريد ان تشارك في كافة الوقفات الاحتجاجية، وجدتها نشطة على التويتر، وجدتها تأكل مع طبقات فقيرة على ارض احدى الحدائق. اصبحت تدافع عن العمال. اصبحت تهاجم اصحاب الثروات على التويتر. اصبحت تدعم الفقراء. ولشدة دهشتي حاولت فهم سر التحول السريع. وهل يمكن للثورة ان يكون لها هذا التأثير في النفوس. ثم هالني ما عرفت. لقد كانت تتبنى هذه الافكار حتي يقول الناس انها تدعم الثورة وليزيد عدد الفولوراز لها على التويتر. كانت تحدث كل فولوار في الموضوع الذي يحبه وتسمعه مايحب حتى يقوم بعمل ريتويت ويصل كلامها لعدد اكبر من الناس فينضموا الى الفولوارز لديها. كانت تعيش كل ليلة على امل ان ينضم اليها عدد اكبر من الفولوارز. ومظلمة تلك الليلة التي تمر دون ان ينضم احد. كانت تدعي في كل مكان انها كانت في ميدان التحرير اثناء الثورة وهي التي لم تذهب الى هناك الى عابرة سبيل مرة او مرتان طيلة الثورة. وعندما ناقشتها في كيفية تحول افكارها بخصوص الاغنياء والفقراء حاولت ايجاد حل وسط للموضوع وقالت يجب ان يحصل الفقراء على حقوقهم ولا بأس في ان يتعلموا ولكن هذا لايعنى ان الرؤوس ستتساوي. فأدركت سريعا انها من المتحولين. غير انى افهم لماذا يتحول المتحولون وفي غالب الاحيان يكون ذلك لتحقيق مصلحة مادية او الحصول على منصب او الاستمرار فيه. اما صديقتى المتحولة فكانت تسعى الى كسب اعجاب الناس. عجيبة هي الناس، وعجيبة هي طرق تفكيرهم وتقديرهم للامور، وكيف تهدف حركة الانسان في الحياة احيانا اخرى الى تحقيق هدف هزيل لا يرقى لمرتبه الاهداف.


*****************

الجمعة، 5 أغسطس 2011

خطأ استراتيجي وضرورة تكتل القوى السياسية




بعد أن تم فض اعتصام ميدان التحرير في الاسبوع الماضي بالقوة الغاشمة تبين لنا جميعا ان الجيش وعلى راسه المجلس الاعلى للقوات المسلحة يدعم الشرطة والامن المركزي في عملية قمع المتظاهرين السلميين. فلقد قامت الشرطة العسكرية والشرطة المدنية بمهاجمة المعتصمين في الميدان بعنف غير مسبوق دون سابق انذار للمعتصمين وبدون أي اعمال عنف من قبل المعتصمين قد تكون مبررا لمثل هذا الهجوم الغاشم. هاجمت قوات الشرطة العسكرية المعتصمين الذين لاذوا فرارا بمسجد عمرو مكرم ولم يشفع لهم وجودهم داخل احد بيوت الله من ان تخرجهم قوات الشرطة بالقوة وتقوم بضربهم بوحشية وسط سباب في اول يوم من ايام رمضان ولم يراعوا حرمة هذا الشهر ولم يراعوا صيام هؤلاء المعتصمين ولم يراعو سن الشيوخ ولا ضعف الصغار ولا حرمة النساء والحوامل. تلقى الجميع الضرب المبرح ووقعت الكثير من الاصابات وتم اعتقال 111 شابا وفتاه و كهلا دون تمييز وكأن قوات الشرطة تثأر لما حدث لها في الثامن والعشرين من يناير. وكانها تريد ان تقول انها عادت للشارع لتقضي على الثورة وليس لتلتزم بعملها في حفظ القانون وخدمة المواطن لكنها عادت لقمع المواطن من جديد وكأن الثورة ما قامت. هكذا فعلت الشرطة المدنية والامن المركزي مدعومة بالشرطة العسكرية وعناصر من التحريات العسكرية. ثم قامت قوات الامن المركزي وقوات الشرطة العسكرية باحتلال ميدان التحرير والشوارع المجاورة بحوالي 20 الفا من العناصر الشرطية كي تفرض بطشها على هذا الميدان الذي كان رمزا لهذه الثورة حتى ترسل رسالة الى المجتمع ان الثورة قد وئدت.

واليوم الخامس من اغسطس قرر بعض الثوار المتحمثين ان يقيموا افطارا في ميدان التحرير. وبالفعل ذهبوا الى هناك وهو ما جعل قوات الامن المركزي والشرطة العسكرية تشن هجوما عنيفا عليهم مما اصاب العديد منهم باصابات بالغة. تلك همجية مرة ثانية من قوات الامن المركزي التي لم تتعلق الدرس في الثورة. قيل ان الشرطة ابتعدت عن الشارع كي يتم اعادة تأهيلها حتى تتفهم ان رسالتها هي خدمة المواطن والعمل على توفير الامن له، لكن على مايبدو ان ابتعادها عن الشارع كان لهدف آخر وهو اعادة تنظيم صفوفها لضرب المواطنين وضرب الثورة في مقتل. قامت القوات المسلحة بمد الشرطة بسيارات جديدة واسلحة وذخائر حتى تقوم باستئناف نشاطها. السرقات لازالت مستمرة في الشوارع ومازالت المنازل تنهب ولا تفعل الشرطة شيئا حيال ذلك، اذا فالشرطة غير قادرة على توفير الامن للمواطن وقد يكون المبرر انها اضعف من ذلك في الوقت الحالي. لكن ما حدث في ميدان التحرير يظهر ان عدم توفير الامن للمواطنين هو خطة مدبرة من الاجهزة الامنية لانها قادرة على ضرب المواطنين وتوفير اعداد غفيرة لاحتلال ميدان وضرب المتظاهرين السلميين ولكنهم لا يقومون بتأمين المنشئات العامة او المنازل او حتى السفارات التي نهب بعضها. ولكنهم ركزوا فقط على الانتقام من الثورة والثوار.

وان كنت قد حزنت لما حدث للثوار الذين اصيبوا في التحرير اليوم الا اننى اعتب عليهم لانهم بنزولهم باعداد قليلة حققوا هدفين للشرطة والجيش وهما انهما جعلوا الشرطة تشعر بقوتها في مواجهة الثوار وانهم يثأرون لما اصيبوا به على يد الثوار عندما ارادوا سحقهم في 28 يناير، وفي نفس الوقت اعطوا الشارع المصري ذريعة لأن يقول ان الثوار يتحرشون بالشرطة بعد ان فضت الاعتصام الذي ادعوا انه يوقف حركة البلد وعجلة الانتاج. اذا اردت ان تهين العملاق فلا تقف امامه وتسبه، لكن يجب ان تحشد له حشدا كبيرا حتى يفكر الف مره قبل ان يهاجمك وحتى لا يشعر بقوته الزائفة.

ثم هناك تساؤل يطرح نفسه بقوة وهو: لماذا كل هذا الغل الذي ظهر بين ضباط الشرطة المدنية وضباط الشرطة العسكرية تجاه المتظاهرين عندما قاموا بضرب الفتيات والفتيان والشيوخ ضربا مبرحا وبصورة مهينة؟ لماذا تهاجم قيادات الشرطة العسكرية الثوار وتقول انهم مأجورين؟ هل انقلب الجيش على الثورة بعد ان ادعى انه يناصرها؟ هل لم يعد الجيش والشعب ايد واحدة كما ادعى الشعب واعلن الجيش الان ان الجيش والشرطة ايد واحدة لتسحق الشعب؟

مايقلقنى الآن هو سكوت القوى الوطنية والقوى الحزبية على ماحدث عند فض الاعتصام بالقوة وذلك بعد ان انسحبت عشية هذه الهجمة التترية. ومايحزنني ان هذه القوى لم تحرك ساكنا بعد ما حدث اليوم وكأنها فضت يدها من ميدان التحرير وكأنها سئمت الجلوس هناك او عقدت صفقة مع الجيش.

وتقول بعض هذه القوى ان الاعتصام كان لابد ان ينفض وان الوقفات يجب ان تنتهي لأن المجلس العسكري قام باتخاذ اجراءات ايجابية وهذا هو مبارك يحاكم على شاشات التلفاز، لكن اكان هدف الثورة محاكمة مبارك تلك المحاكمة الهزيلة التي ان لم يخرج منها بريئا سيحكم عليه فيها ببضع سنوات في السجن وقد يخرج منها بعفو رئاسي من قبل الرئيس القادم وكأنه يا أبا زيد ما غزوت. أين محاكمة قتلة الشهداء وكيف يعتبر المجلس بعض الشهداء بلطجية لانهم قتلوا اماما الاقسام حتى وان كانوا يهاجمونها. لقد قامت الشرطة بمهاجمة المتظاهرين بالرصاص الحي وقتلتهم في الشوارع وكان رد الفعل الطبيعي ان يقوم هؤلاء بحرق بعض الاقسام وقتل الشرطة لهم بدم بارد واطلاق الرصاص على رؤوسهم هو جريمه بشعة لانهم لم يصيبوهم في ارجلهم او ايديهم او اكتافهم لابعادهم عن الاقسام لكنهم ضربوهم في مقتل وهو ما يستدعي اعدام كل من شارك في هذه الجريمة الشنعاء.

هناك مؤامرة ضد الثورة ولابد ان تتحد القوى الوطنية لتعود للشارع من جديد لتفرض صوتها على الشرطة وعلى المجلس العسكري ليعلما ان الشعب هو مصدر السلطات وليس المجلس العسكري وليس الشرطة وان الشرطة هي خادمة الشعب توفر الامن له وتسهر على راحته في مقابل المرتبات التي يأخذها افرادها من ميزانية الدولة التي هي ملكا للشعب وان الجيش مهمته حماية الحدود في مقابل ما يأخذه افراده من مرتبات من ميزانية الدولة التي هي ملكا للشعب ايضا وانه لا حق لهما في فرض أي امر على الشعب  ولا يحق لهم ممارسة القمع بهذه الصورة الوحشية.


**********

الخميس، 21 يوليو 2011

جهاز أمن الدولة لايزال ينشب مخالبة في المجتمع المصري


هل لايزال جهاز أمن الدولة يتدخل في تعيين الوزراء وتعيين وزراء موالون له ويخدمون اهدافه؟ أثناء التعديل الوزاري الذي قام به عصام شرف كان حازم عبد العظيم هو أحدى الشخصيات التي قام شرف باختيارها ليصبح وزيرا للاتصالات. حازم عبد العظيم شخصية غير معروفة للشارع المصري ولكن حديثه على صفحة الفيس بوك الخاصة به وحسابه على التويتر وتصريحاته القليلة على صفحات الجرائد أكدت انه شخصية بسيطة مرنة قابلة للاستماع للرأي والرأي الآخر. لم يكن هناك اعتراض من الشارع على تعيينه كما حدث بالنسبة للشخصيات المرشحة لتولي منصب وزير الصناعة على سبيل المثال حيث تم ترشيح أكثر من شخصية قام الرأي العام برفضها لأنهم رجال أعمال وقد عانينا ما عانينا من تحكم رجال الأعمال بمجال الصناعة حيث عملوا على تحقيق مصالحهم الخاصة وتغليبها على مصلحة مصر.
لكن ما أفزعني كثيرا هو استبعاد حازم عبد العظيم من الترشيح للوزارة. لم افزع لأنني كنت أريد حازم بعينة في هذا المنصب لأنني كنت أريد أن أرى وجوه جديدة ونعطيها الفرصة لنرى ماذا ستفعل في الفترة القادمة. لكن ما أفزعني كثيرا هو كيفية استبعاده من قبل المجلس العسكري الذي يحكم البلاد. خرج تصريح سخيف يقول انه استبعد لأسباب أمنية. ولم يخرج علينا البيان بماهية الأسباب الأمنية. أولا الأسباب التي تم تسريبها للصحافة أسباب سخيفة وهزيلة من أمثال انه التقى بممثلي شركة إسرائيلية للتعاون في مجال البرمجيات. هل يعنى ذلك انه جاسوس! إذا لماذا لم تتم محاكمة الجاسوس الأكبر الذي ابرم اتفاقية تصدير غاز مع إسرائيل واعتبرناه بطل الضربة الجوية. هل يعنى لقاء طنطاوي بعد الثورة بمسؤوليين اسرائيليين رفيعي المستوى انه جاسوس. وأين المجلس العسكري من جلال الزربة مهندس اتفاقية الكويز مع إسرائيل والذي يمسك هو وعصابته بزمام اتحاد الصناعات المصري...كيف تركه المجلس العسكري في مكانه ولماذا لم تكن هناك أسباب أمنية تقصيه عن هذا الموقع الحساس. هل هناك تواطؤ من المجلس لإبقاء شخصيات معينة لمصالح معينة وإقصاء أخرى لأنها لن تحقق نفس المصالح؟
أعود لعبارة استبعاد حازم عبد العظيم لأسباب أمنية. هذه العبارة كنا نسمعها عندما كان جهاز أمن الدولة يتحكم في تعيين كافة الشخصيات في كافة المناصب في الدولة. ولا يوجد جهة سواها تتحكم في هذا الأمر. وكنا سمعنا تصريحات تقول بأن جهاز امن الدولة قد تم حله وتم تسميته بجهاز الأمن الوطني. لكن ها هي مظاهر عمل جهاز أمن الدولة تبدو في كل نواحي الحياة في مصر. الجميع يؤكدون أن هذا الجهاز يعمل بنفس الأسلوب القديم. لكن يبدو أن المجلس العسكري تعامل معنا بنفس الأسلوب الذي يتعامل به الأب مع طفلة الذي لا يزال يحبو عندما يريد منه ألا يخاف من الكلاب، فإذ به يأتي بطفلة الصغير ويقول له "شوف ياحبيبي ده مش كلب ..ده بوبي جميل ما بيعضش" ....لكن البوبي هو الكلب ...والبوبي يعض... والبوبي لايزال ينبح في الحي ليضج مضاجعنا ...والبوبي لازال يطارد الشرفاء كلما ساروا في شوارعنا...يا مجلس يا عسكري نريد حيا خاليا من الكلاب ومن البوبيهات.
***************

الأحد، 26 يونيو 2011

هل يوجد قانون لمكافحة الفساد في مصر


هل يوجد في مصر قانون لمكافحة الفساد...لقد تم اخلاء سبيل زكريا عزمي لأن القانون لم يثبت شىء ضده...وقد يحدث نفس الشىء مع مبارك وعائلتة...ولكننا بصدد ظروف استثنائية...يجب ان تتخذ فيها اجراءات استثنائية فنحن بصدد عملية نهب منظم للبلد..حدث على مدى ثلاثين عاما...شاركت فيه اسرة كبيرة...ورجال اعمال احاطوا بهم...وقد يكونوا قد قاموا بتفصيل قوانين للاحتكار وماشابه يجعل ماقاموا به قانوني...لكن هناك ثورة...وهناك شرعية دستورية تحتم ان يكون هناك اجراءات ثورية...ماذا يعنى ما قيل عن ان ثروة عزمي آتت من خلال هدايا من ملوك عرب..دعوني أوضح لكم القانون المتعلق بهذا الأمر في دولة نامية مثل الهند. في الهند لا يحق لموظفي الحكومة الحصول على أي هدايا مالية...لأن ذلك يعتبر رشوة...وعند الحصول على هدية تزيد قيمتها اكثر من 10000 روبية...اي حوالي 1200 جنيه مصري..يجب ان ترد الى خزينه الدولة...او الى متحف للهدايا ...لأن الموظف يحصل على هذه الهدية بسبب منصبه...ويجب عليه ردها فورا...فهل لدينا مثل هذا القانون...واذا لم يكن لدينا فهناك قصور ...وهذا لايعنى ان ندع الهدايا لزكريا عزمي...يجب مصادرة ممتلكات هؤلاء جميعا...ولا مانع من تأميم شركات من تحوم حولهم شبهات التربح وتضخم الثروات بصورة كبيرة بسبب علاقته بعائلة مبارك...ومصادرة أموال عائلة مبارك كاملة....لانهم حصلوا عليها بسبب حكم البلاد...

السبت، 18 يونيو 2011

حوار التويتيريون


من مشاهداتي لحوار التويتريون أرى ان العديد منهم يقومون بالتحدث عن المجلس العسكري وعن الدستور والفساد وعن العديد من القضايا وهذا امر من الامور الجديرة بالاحترام لان الحوار المجتمعي هو اساس اقامة مجتمع سليم يعتمد على اسس قوية لكنني خلال هذه التويتات أرى حوار الطرشان يظهر في كثير من الأحيان. العديد من التويرتيون الجهابزذ يبنون وجهات نظر دوجماتيه يتمسكون بها ولا يجدون عنها بديلا ويبدأون الجدل مع الأخرين. جدلا عقيما لا يعتمد على صوت العقل ولكنه يدور في دوائر مغلقة يبدأ وينتهي من حيث بدأ دون السير من مقدمات الى نتائج ودون الاتفاق على نقطة ثم الانتقال الى اخرى لكنهم يبدأون في الحديث ولا يقرأون ما يكتبه من يتحاور معهم ثم ينفعلوا لدعم ارائهم اعتمادا على ان الصوت الاعلى غالب والغزارة في التويتات لها الغلبة والسيطرة. ثم يبدأ بعضهم في اتهام الاخرين بالعمالة لأن ادعاء النزاهة واتهام الخصم بالعمالة هو ايسر الطرق لاقناع الذات بأنك على صواب. او يتهم بعضهم الخصم بأنه لا يقف الى جانب الضعفاء والفقراء اذا عارض بعض السلوكيات الخاطئة فمن الامور الناجعة ادعاء البطولة من خلال ادعاء مساندة الفقراء وان كانوا على خطأ وان قتلوا وان سرقوا وان قاموا باعمال بلطجة بدلا من ان العمل على مساندتهم في مطالبهم والعمل على حلها والوقوف الى جانبهم لكن مع تنبيهم الى ان الغاية لا تبرر الوسيلة ولا يصح ان يقتل الفقير غنيا ليستولي على ماله بدعوى انه فقير وفي حاجة الى المال لأن الغاية لا تبرر الوسيلة. لكن الوقوف الى جانب الفقراء ثم محاولة تثقيفهم من المهام الشاقة وهي لسيت هدفا لهؤلاء المتحذلقون الذين يريدون الوصول الى لقب ثوري وناشط بسرعة. الاسهل اذا هو المساندة غير المشروطة للفقراء وادعاء دعمهم في كل مايفعلون حتى وان كان خطأ.

من السلوكيات الأخرى للتويتريون انهم يبدأون في الحديث عن قضية مثل قضية الفساد. والمنطقي ان نسرد واقعة ثم نتناقلها. ثم نحلل اسبابها. ثم نحاول ايجاد حلا. ثم نحاول ان نجمع اكبر عدد يمكنه المشاركة في احداث هذا الحل واخراجه الى حيز التنفيذ. لكن معظم التويتريون الاشاوس يدخلون على التويتر ويقومون بمشاركات ماركة "يالهوتي" "ياخرابي" "معقول" "مش مصدق نفسي" اي البكاء على اللبن المسكوب. ويعكفون على اللف في دوائر بسرد مثل هذه العبارات. والتحسر على الحال.

بعض التويتريون الفرافيش يدخلون لمحاربة الانظمة القمعية والمشكلات الاجتماعية والقضايا المرحلية التي يجب تضافر الجهود لحلها من خلال مهاجمة الانظمة بشدة بالنكت والتهريج..والتنفيس عما بداخلهم من غضب من خلال قفشات افلام. ويسهرون الليالي في تبادل هذه العبارات ولكن لانتيجة وصلوا اليها ولا اضافة اضافوها.

بعض التويتريون يدخل على التويتر لتجميع اكبر عدد من المتابعين ومتابعة اكبر عدد من التويتريين الآخرين يعنى علشان يكون شلة يفضفض ليها عن مكنونات نفسه.

وهناك ثلة منهم اعتقدوا ان التويتر هو غرفة دردشة فوضعوا ارقام موبايلاتهم ومعلومات شخصية عنهم حتى يوقعون بالمزز. وآخرون من رجال الامن الذين يقومون بمراقبة القلة من الناشطين ومن متابعيهم ويقومون بتوجيه السباب اليهم لاستفزازهم وتوجيه دفة الحديث الى وجهة اخرى.

من اهم فوائد التويتر الحوار....للتوصل الى قناعات...وحشد الجهود ....للقيام بعمل جماعي بناء....وتناقل الاخبار...وسرعة الحصول على المعلومة....وان يكون مصطبة للتهريج...وان يكون متنفسا للتعبير عن الآراء....