الاثنين، 12 أغسطس 2013

الإسلام دين بنى حضارة ...والتأسلم يهدم الحضارات

الإسلام بمفهومة الصحيح هو دين ارسله الله رحمة للعالمين وهو دين طهر يوطد الصلة بين العبد وربه ويجعله عبدا نورانيا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا تعامل مع الآخرين بغض النظر عن دياناتهم. هو دين أتي ليتمم باقي الأديان ويكون بمثابة آخر لبنة في هذا جدار. بهذا المفهوم الذي استوعبه السلف استطاعوا بناء الحضارة الاسلامية لأنهم صفت نفوسهم وأدركوا حث الاسلام لمعتنقيه على تحصيل المعارف والعلوم فنبغوا في تلك العلوم والفنون واقتبسوا من الحضارات الأخرى وبنوا عليه. وهذا هو المفهوم العالمي للإسلام.

أما المتأسلمون الجدد فقد فهموا الاسلام بصورة مقلوبة. ويتضح ذلك من خلال تفسيرهم المغلوط للآيات والأحاديث والذي يأتي منافيا للعقل والمنطق لأنهم يلتزمون بالشكل دون المضمون وبالصورة دون الجوهر. فقد فهموا حديثا مثل "رب أشعث اغبر ذو طمرين لو اقسم على الله لأبره" بأنه لابد للإنسان ان يكون اشعث اغبر كي تستجاب دعوته، ولم يفهموا المعنى الحقيقي للحديث وهو أنه لو صح إيمان العبد وكان قلبه نقيا فلا يهم ان يكون غنيا أو فقيرا كي تستجاب دعوته.

كان تفسير المتأسلمون الجدد لكون الإسلام دين خاتم للرسالات السماوية بأنه دين استبدلت به جميع الرسالات وانه يَجُبُ ما قبله. إذا فهو لا يَعترف بما قبله ومن قبله وبهذا فكل من يدنون بدين غيره كافرين، ولا بد من محاربتهم. ولم يفهموا ان الآيات التي وردت مثل"لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح عيسى ابن مريم" إنما هي تذكير للمؤمنين بأن الدين الاسلامي يدعو الى وحدانية الخالق وليس تأليه أي مخلوق، وأن تأليه المسيح كفر بالله وخروج عن ملة الإسلام.و الهدف هو حث المسلمين على الابتعاد عن عبادة أي شىء أو أي أحد من دون الله، لأن الإسلام دين الوحدانية.  ولم يكن الهدف هو أن يسب المسلمون من يدينون بغير الدين الإسلامي بأنهم كفارا أو يعيبونهم أو يعايرونهم وإنما أمرهم الله بالإحسان اليهم وأن يعيش كل امرئ وهو ينتمي الى دينه الذي يدين به دون أذى وتحت مظلة حسن الجوار وأن الدين لله يجزي به يوم القيامة ولا دخل لمخلوق به. فقد كفل الله حرية العبادة للناس جميعا وجعل الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا وليتعاملوا بالحسنى، كذلك رضي ان يكون هناك ديانات مختلفة وقال ولو شاء ربك لجعلكم أمة واحدة. لكن المتأسلمين أبوا إلا أن يرفضوا من عداهم. بل إنهم رفضوا من لا يعتنقون فكرهم من أبناء دينهم.

 وقد تعامل المتأسلمون مع الحضارة ومظاهرها بنفس المنطق وهو ان الدين الاسلامي يَجُبُ ما قبله فرفضوا الحضارة الفرعونية والإغريقية والقبطية ولم يعترفوا سوى بما هو إسلامي في نظرهم بالرغم من أن الحضارة لا ترتبط بدين منا ولكنها عبارة عن بناء يتكون من لبنات مختلفة يضعها معتنقوا مختلف الأديان من المبدعين. وبهذا انكروا كل انجاز واتخذوا أبناء الحضارات الأخرى اعداء بل وعافت نفوسهم الأخذ بحضارة الغرب لأنه من وجهة نظرهم مجتمع كافر. ورأو ان التمسك بالإسلام يعنى الرجوع الى زي البداوة والعيش كعيشة البداوة والتخلي عن كل مظاهر الحضارة. وهو مالم يأمر به الإسلام. لكن أمرتهم أحلامهم بذلك.

******