في بلادي رجال يحلقون الشوارب...ويتركون لحاهم ويدعون
أنهم مدافعون عن الاسلام....في بلادي كائنات تطلق على نفسها إسم الرجولة وكل
إنجازاتهم في الحياة انهم يغسلون أيديهم وأرجلهم إلى الكعبين...وتبقى
قلوبهم نجسة ....في بلادي رجال يتنمرون على النساء في الشوارع...ويدعون الدفاع عن
الدين وهم يسعون لأن يملكون الارض وما فيها ...في بلادي رجال على استعداد لان
يكذبوا ويقتلوا...في سبيل الحصول على الملك....ويبررون لأنفسهم أنهم يفعلون ذلك
دفاعا عن الدين وأنهم يريدون أن ينشروا دين الله في الأرض...ويريدون أن تكون لهم
الغلبة على الذين أشركوا....في بلادي رجال ظنوا أنهم بممارستهم الطقوس الظاهرية
للإسلام قد أصبحوا هم الإسلام نفسه...فأصبح لهم الحق في امتلاك العالم ...ولا يحق
لأحد ان ينازعهم هذا الملك ....ولو حاول أحد منازعتهم وجب التخلص منه بأي أساليب،
شريفة كانت أم دنيئة...في بلادي أناس تجمعوا حول بعضهم وأصبحوا إخوانا لمن هم على
شاكلتهم....وإعداء لمن سواهم....في بلادي رجال أوقفوا عقولهم عن التفكير وساروا
وراء قيادات شاخت..قيادات تسعي للسلطة...في بلادي جماعة كثرت سقطاتها ولم يصدر
عنها أي مكرمة ....كلما رأيت أحد هؤلاء ...لا أفتأ أقول له جماعتك ساقطة....
منذ أكثر من عشرين عاما، كان لي صديق سلفي، وآنذاك قال
لي مقولة جعلتني اتفكر كثيرا في حال الناس في بلادي ...وكيف تغير بهم الحال...كان
صديقى يطلق لحيته وأنا اتندر عليه وأقول ألن تحلق ذقنك يا حسين يوما ما؟...فكان صديقي يقول لي بكل تواضع...أتدري...إننى لا أربي لحيتي....ولكنها هي التي تربيني....فتعجبت
كثيرا من قوله...وطلبت منه التوضيح...فقال لي...ياأخي إننى بعد أن قمت بإطلاق
لحيتي....كلما هممت بفعل أي شىء قبيح ...نظرت إلى نفسي وقلت...ياحسين...أتدري أنك
لو وقعت في هذا الفعل...فإنك ستضر بالإسلام أكبر ضرر ...لأن الناس ستقول ...هكذا
يفعل المتدينون بهذا الدين...فكنت لا البث أن أبتعد عن هذا الفعل....ثم ضحك بملء
فيه وقال...هكذا ربتني لحيتي بعد أن ربيتها....
كيف تغير المتدينون...او من يدعون التدين في بلادي...كيف
أصبحوا لايبالون بفعل كل قبيح...طالما أنهم يؤدون الطقوس الظاهرة من
الإسلام...وكأنهم قد حصلوا على صك من صكوك الغفران....كيف لا يستحون ....كلما رأيت
هؤلاء ...تذكرت قول الله تعالى " ...قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا
أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ..."
**********